باعتراف الأخصائيين المتابعين لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2010، لم تسجل لجنة الحكام أخطاء تذكر في أغلب المباريات التي لعبت في الدور الأول على عكس الدورات السابقة التي عرفت تعرض الحكام لإنتقادات كبيرة ذهبت إلى حد التشكيك في نزاهتهم.
الإتحاد الإفريقي على طريقة "الفيفا"
عملت لجنة التحكيم التابعة للإتحاد الإفريقي لكرة القدم على تهيئة الظروف الملائمة لحكام الدورة السابعة والعشرين حتى تمكنهم من التركيز والإستعداد للمباريات في أحسن حال. وقد عمد المنظمون بطلب من اللجنة المكلفة بالتحكيم إلى جمع كل الحكام في فندق واحد حتى تسهل عملية الإتصال معهم والتنقل إلى مكان إقامة المباراة في الصبيحة. ويعد هذا الإجراء التنظيمي جديدا على الحكام الأفارقة وهو نفس الأمر الذي تقوم به "الفيفا" في نهائيات كأس العالم.
اللاعبون سهلوا من مهمة الحكام
بيّنت مباريات الدور الأول أن الحكام لم يجدوا صعوبة كبيرة في التعامل مع اللاعبين بالرغم من وجود أخطاء كثيرة تتطلب تدخل لفرض العقاب التقني أو الإداري. وحتى وإن كان حكام كأس الأمم ممنوعين من الإدلاء بتصريحات حول التحكيم، إلا أن بعض المصادر المقربة منهم قالت أن السلك التحكيمي يعمل براحة وثقة ويأمل في المواصلة على نفس الطريقة في مباريات الدور الثاني التي ستكون أصعب بطبيعة الحال. ويعترف المتابعون للحكام أن اللاعبين أبانوا عن انضباط كبير وسهلوا من مهمة الحكام باستثناء بعض الحالات تتعلق بأخطاء تقديرية لا تؤخذ بعين الإعتبار.
كأس العالم حفزّت الحكام
وباعتبار أن كأس العالم ستقام بالقارة السمراء بعد خمسة أشهر من الآن، فإن الحدث العالمي حفز الحكام الأفارقة وجعلهم على أتم الإستعداد لتقديم أداء في المستوى. وحتى وإن كان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم قد اختار خمسة حكام مرشحين مبدئيا لإدارة مباريات كأس العالم بجنوب إفريقيا، فإن البقية لم تفقد الأمل وما زالت تعمل على الظهور بوجه مشرف يحسب للتحكيم الإفريقي في سنة قيل عنها أنها سنة الكرة الإفريقية بامتياز. ويتمنى المتابعون لشؤون التحكيم الإفريقي أن يستمر تألق الحكام إلى نهاية الدورة ومحو صور سابقة ضربت الحكام ومصداقيتهم.
الدور الثاني أصعب والحكام تحت الضغط
يستعد حكام الدورة السابعة والعشرين لدخول الدور الثاني، بعد أن تؤهل لجنة المتابعة والتقييم مجموعة منهم لمواصلة المشوار.
واستعدادا للمباريات القادمة التي ستكون أكثر إثارة، يتدرب الحكام بالقرب من مقر إقامتهم في لواندا ويريدون دخول مباريات ربع النهائي بقوة وهي المواجهات التي ستنشطها أقوى المنتخبات الإفريقية مثل كوت ديفوار ومصر المتأهلين بعد أن حصدا ست نقاط في مقابلتين لكل منهما.
وبالرغم من أن كأس أمم إفريقيا جمعت أفضل حكام القارة، إلا أن ذلك لم يخفف من الضغط وهو ما دفع ببعض الأخصائيين إلى القول بأن الوجه الحقيقي للحكام الأفارقة سيظهر في الدور القادم.